( فإذا مات سن تغميضه    ) لأنه صلى الله عليه وسلم { أغمض  أبا سلمة  ، وقال : إن الملائكة يؤمنون على ما تقولون   } " رواه  مسلم  ولئلا يقبح منظره ويساء به الظن ( ويباح ) تغميضه ( من محرم ذكر أو أنثى ) وظاهره : لا يباح من محرم : ولعله إن أدى إلى المس أو نظر ما لا يجوز ممن لعورته حكم ، بخلاف نحو طفل وطفلة وتغميض ذكر لذكر ، وأنثى لأنثى . 
( ويكره ) تغميضه ( من حائض وجنب ، وأن يقرباه ) أي الحائض والجنب لحديث " { لا تدخل الملائكة بيتا فيه جنب   } " ( ويسن ) عند تغميضه ( قول : بسم الله وعلى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) نصا لما رواه  البيهقي  عن  بكر بن عبد الله المزني  ولفظه " وعلى ملة رسول الله . 
صلى الله عليه وسلم "   ( و ) يسن ( شد لحييه ) بعصابة أو نحوها  تجمع لحييه ، ويربطها فوق رأسه ، لئلا يبقى فمه مفتوحا فتدخله الهوام ، ويتشوه خلقه   ( و ) يسن ( تليين مفاصله )  برد ذراعيه إلى عضديه ثم ردهما ، ورد أصابع يديه إلى كفيه ثم يبسطهما ورد فخذيه إلى بطنه وساقيه إلى فخذيه ، ثم يمدهما لسهولة الغسل لبقاء الحرارة في البدن عقب الموت ولا يمكن تليينها بعد برودته . 
( و ) يسن ( خلع ثيابه ) لئلا يحمي جسده فيسرع إليه الفساد ، وربما خرج منه شيء فلوثها   ( و ) يسن ( ستره ) أي الميت ( بثوب )  لحديث  عائشة    " { أنه صلى الله عليه وسلم حين توفي سجي بثوب حبرة   } "  [ ص: 343 ] احتراما له وصونا عن الهوام وينبغي جعل أحد طرفيه تحت رأسه والآخر تحت رجليه لئلا ينكشف . 
( و ) يسن ( وضع حديدة ) كمرآة وسيف وسكين ( أو نحوها ) كقطعة طين ( على بطنه ) لما روى  البيهقي    " أنه مات مولى  لأنس  عند مغيب الشمس ، فقال  أنس    : ضعوا على بطنه حديدا " لئلا ينتفخ بطنه ، وقدر بعضهم وزنه بنحو عشرين درهما ، ويصان عنه مصحف وكتب فقه وحديث وعلم نافع . 
( و ) يسن ( وضعه على سرير غسله )  بعدا له عن الهوام ، ونداوة الأرض ( متوجها ) إلى القبلة ( منحدرا نحو رجليه ) فتكون رأسه أعلى ، لينصب عنه ما يخرج منه وماء غسله   ( و ) يسن ( إسراع تجهيزه )  لحديث " { لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله   } " رواه أبو داود  وصونا له عن التغير ( إن مات غير فجأة ) أي بغتة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					