[ ص: 536 ] فصل ويسن لمن أحرم ، عين نسكا أو أطلق ( من عقب إحرامه تلبية ) لقول  جابر    : فأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد { لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك ، والملك لا شريك لك   } الحديث متفق عليه ( حتى عن أخرس ومريض ) زاد بعضهم : ومجنون ومغمى عليه زاد بعضهم : ونائم وأن تكون ( كتلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم ) لقوله تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة    } وهي ( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد ) بكسر الهمزة نصا لإفادة العموم ويجوز الفتح بتقدير اللام ( والنعمة لك والملك لا شريك لك ) للخبر ، ورواه  ابن عمر  مرفوعا ، متفق عليه 
والتلبية من ألب بالمكان إذا لزمه ، كأنه قال : أنا مقيم على طاعتك وأمرك ، وثنيت وكررت لإرادة إقامة بعد إقامة ولفظ " لبيك " مثنى لا واحد له من لفظه ، ومعناه : التكثير ، ولا تستحب الزيادة عليه ، وكان  ابن عمر  يزيد : " لبيك لبيك لبيك وسعديك ، والخير بيديك ، والرغباء إليك والعمل " ( وسن ذكر نسكه فيها ) أي التلبية ( وسن بدء قارن بذكر العمرة ) لحديث  أنس    { سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لبيك عمرة وحجا   } متفق عليه ( وسن إكثار تلبية    ) لحديث : { ما من مسلم يضحي لله ويلبي حتى تغيب الشمس ، إلا غابت بذنوبه فعاد كما ولدته أمه   } رواه  ابن ماجه  
( وتتأكد التلبية إذا علا نشزا    ) بالتحريك أي عاليا ، ( أو هبط واديا ، أو صلى مكتوبة ، أو أقبل ليل ، أو أقبل نهار ، أو التقت الرفاق ، أو سمع ملبيا ، أو أتى محظورا ناسيا ، أو ركب دابته ، أو نزل عنها ، أو رأى البيت    ) أي الكعبة  لحديث  جابر    { كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبي في حجته إذا لقي راكبا ، أو علا أكمة ، أو هبط واديا ، وفي أدبار الصلوات المكتوبة ، وفي آخر الليل   } وقال  إبراهيم النخعي    " كانوا يستحبون التلبية دبر الصلوات المكتوبة ، وإذا هبط واديا ، وإذا علا نشزا ، وإذا لقي راكبا ، وإذا استوت به راحلته " 
  ( وسن جهر ذكر بها )  لقول  أنس    " سمعتهم يصرخون بها صراخا " رواه  البخاري  وخبر السائب بن خلاد    { أتاني جبرائيل ، فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية   } أسانيده جيدة رواه الخمسة وصححه الترمذي    ( في غير مساجد الحل وأمصاره )  [ ص: 537 ] بخلاف البراري وعرفات  والحرم  ومكة  قال  أحمد    : إذا أحرم في مصره لا يعجبني أن يلبي حتى يبرز لقول  ابن عباس  لمن سمعه يلبي بالمدينة    " إن هذا المجنون : إنما التلبية إذا برزت " ( و ) في غير ( طواف القدوم والسعي بعده ) لئلا يخلط على الطائفين والساعين 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					