والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور   
( والله الذي أرسل الرياح   ) وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي الريح . ( فتثير سحابا   ) على حكاية الحال  [ ص: 255 ] 
الماضية استحضارا لتلك الصورة البديعة الدالة على كمال الحكمة ، ولأن المراد بيان أحداثها بهذه الخاصية ولذلك أسنده إليها ، ويجوز أن يكون اختلاف الأفعال للدلالة على استمرار الأمر . ( فسقناه إلى بلد ميت   ) وقرأ  نافع   وحمزة   والكسائي  وحفص  بالتشديد . ( فأحيينا به الأرض   ) بالمطر النازل منه وذكر السحاب كذكره ، أو بالسحاب فإنه سبب السبب أو الصائر مطرا . ( بعد موتها   ) بعد يبسها والعدول فيهما من الغيبة إلى ما هو أدخل في الاختصاص لما فيهما من مزيد الصنع . ( كذلك النشور   ) أي مثل إحياء الموات نشور الأموات في صحة المقدورية ، إذ ليس بينهما إلا احتمال اختلاف المادة في المقيس عليه وذلك لا مدخل له فيها . وقيل في كيفية الإحياء فإنه تعالى يرسل ماء من تحت العرش تنبت منه أجساد الخلق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					