قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنـزل إلينا وما أنـزل من قبل وأن أكثركم فاسقون   
قرأ  الحسن   : "هل تنقمون" بفتح القاف ، والفصيح كسرها ، والمعنى : هل تعيبون منا وتنكرون إلا الإيمان بالكتب المنزلة كلها وأن أكثركم فاسقون   . فإن قلت : علام عطف قوله : وأن أكثركم فاسقون  ؟ قلت : فيه وجوه : منها أن يعطف على "أن آمنا" ، بمعنى : وما تنقمون منا إلا الجمع بين إيماننا وبين تمردكم وخروجكم عن الإيمان ، كأنه قيل : وما تنكرون منا إلا مخالفتكم حيث دخلنا في دين الإسلام وأنتم خارجون منه ، ويجوز أن يكون على تقدير حذف المضاف ، أي : واعتقاد أنكم فاسقون ومنها أن يعطف على المجرور ، أي : وما تنقمون منا إلا الإيمان بالله وبما أنزل وبأن أكثركم فاسقون ، ويجوز أن تكون الواو بمعنى مع ، أي : وما تنقمون منا إلا الإيمان مع أن أكثركم فاسقون ، ويجوز أن يكون تعليلا معطوفا على تعليل محذوف ، كأنه قيل : وما تنقمون منا إلا الإيمان لقلة إنصافكم وفسقكم واتباعكم الشهوات ، ويدل عليه تفسير  الحسن :  بفسقكم نقمتم ذلك علينا . 
وروي : أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من اليهود فسألوه عمن يؤمن به من الرسل؟ فقال : "أومن بالله وما أنزل إلينا إلى قوله : ونحن له مسلمون" فقالوا حين سمعوا ذكر عيسى   [ ص: 261 ] عليه السلام - : ما نعلم أهل دين أقل حظا في الدنيا والآخرة منكم ، ولا دينا أشر من دينكم . فنزلت ، وعن نعيم بن ميسرة :   "وإن أكثركم" ، بالكسر ، ويحتمل أن ينتصب "وأن أكثركم" بفعل محذوف يدل عليه "هل تنقمون" ، أي : ولا تنقمون أن أكثركم فاسقون ، أو يرتفع على الابتداء والخبر محذوف ، أي : "و" فسقكم ثابت معلوم عندكم ، لأنكم علمتم أنا على الحق وأنكم على الباطل ، إلا أن حب الرياسة وكسب الأموال لا يدعكم فتنصفوا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					