إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما   واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما   
روي : أن طعمة بن أبيرق  أحد بني ظفر سرق درعا من جار له اسمه  قتادة بن النعمان  في جراب دقيق ، فجعل الدقيق ينتثر من خرق فيه ، وخبأها عند زيد بن السمين  رجل من اليهود ، فالتمست الدرع عند طعمة فلم توجد وحلف ما أخذها ، وما له بها علم ، فتركوه واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهى إلى منزل اليهودي فأخذوها ، فقال : دفعها إلي طعمة ،  وشهد له ناس من اليهود . فقالت بنو ظفر   : انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألوه أن يجادل عن صاحبهم وقالوا : إن لم تفعل هلك وافتضح وبرئ اليهودي ، فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل وأن يعاقب اليهودي ، وقيل : هم أن يقطع يده فنزلت ، وروي أن طعمة  هرب إلى مكة  وارتد ونقب حائطا بمكة  ليسرق أهله فسقط الحائط عليه فقتله بما أراك الله  بما  [ ص: 146 ] عرفك وأوحى به إليك ، وعن  عمر   - رضي الله عنه - : لا يقولن أحدكم قضيت بما أراني الله ، فإن الله لم يجعل ذلك إلا لنبيه صلى الله عليه وسلم ، ولكن ليجتهد رأيه ، لأن الرأي من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مصيبا ، لأن الله كان يريه إياه ، وهو منا الظن والتكلف ولا تكن للخائنين خصيما   : ولا تكن لأجل الخائنين مخاصما للبراء . يعني لا تخاصم اليهود لأجل بني ظفر واستغفر الله  مما هممت به من عقاب اليهودي . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					