وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون   
لحما طريا   : هو السمك، ووصفه بالطراوة; لأن الفساد يسرع إليه، فيسارع إلى أكله خيفة للفساد عليه. 
فإن قلت: ما بال الفقهاء قالوا: إذا حلف الرجل لا يأكل لحما، فأكل سمكا،  لم يحنث، والله -تعالى- سماه لحما كما ترى ؟ 
قلت: مبنى الأيمان على العادة، وعادة الناس إذا ذكر اللحم على الإطلاق ألا يفهم منه السمك، وإذا قال الرجل لغلامه: اشتر بهذه الدراهم لحما فجاء بالسمك، كان حقيقا بالإنكار، ومثاله أن الله -تعالى- سمى الكافر دابة في قوله: إن شر الدواب عند الله  [ ص: 429 ] الذين كفروا، فلو حلف حالف لا يركب دابة فركب كافرا لم يحنث، حلية   : هي اللؤلؤ والمرجان، والمراد بلبسهم: لبس نسائهم، لأنهن من جملتهم، ولأنهن إنما يتزين بها من أجلهم، فكأنها زينتهم ولباسهم، المخر: شق الماء بحيزومها، وعن  الفراء   : هو صوت جري الفلك بالرياح، وابتغاء الفضل: التجارة. 
				
						
						
