قوله تعالى : ما كان لأهل المدينة   . الآيتين   . أخرج  ابن أبي حاتم  ، من طريق عمرو بن مالك،  عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لما نزلت هذه الآية : ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي بعثني بالحق، لولا ضعفاء الناس ما كانت سرية إلا كنت فيها  . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  ابن زيد  في قوله : ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله  قال : هذا حين كان الإسلام قليلا، لم يكن لأحد أن يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كثر الإسلام، وفشا، قال الله تعالى : وما كان المؤمنون لينفروا كافة  
 [ ص: 593 ] وأخرج  ابن أبي حاتم  عن  السدي   : لا يصيبهم ظمأ  قال : العطش، ولا نصب  قال : العناء  . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  ، عن  رجاء بن حيوة،   ومكحول،  أنهما كانا يكرهان التلثيم من الغبار في سبيل الله  . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  عن  الأوزاعي،   وعبد الله بن المبارك  وإبراهيم بن محمد الفزاري،   وعيسى بن يونس السبيعي،  أنهم قالوا في قوله تعالى : ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح  قالوا : هذه الآية للمسلمين إلى أن تقوم الساعة  . 
وأخرج  أبو الشيخ  عن  السدي  في قوله : ما كان لأهل المدينة  الآية قال : نسختها الآية التي تليها : وما كان المؤمنون لينفروا كافة  الآية  . 
وأخرج  الحاكم،   وابن مردويه  ، عن  علي  قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، وخلف جعفرا  في أهله، فقال جعفر :  والله لا أتخلف عنك . فخلفني، فقلت : يا رسول الله أتخلفني، أي شيء تقول قريش؟  أليس يقولون : ما أسرع ما خذل ابن عمه وجلس عنه . وأخرى : أبتغي الفضل من الله؛ لأني سمعت الله يقول : ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار  الآية؟! قال : أما قولك : أن تقول قريش :  ما أسرع ما خذل ابن عمه وجلس عنه . فقد قالوا :  [ ص: 594 ] إني ساحر، وإني كاهن، وإني كذاب . فلك بي أسوة، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون  من موسى  غير أنه لا نبي بعدي؟ وأما قولك : تبتغي الفضل من الله . فقد جاءنا فلفل من اليمن،  فبعه وأنفق عليك وعلى  فاطمة  حتى يأتيكما الله منه برزق  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					