وقوله سبحانه : إذا رجت الأرض رجا   أي زلزلت وحركت تحريكا شديدا بحيث ينهدم ما فوقها من بناء وجبل متعلق - بخافضة - أو - برافعة - على أنه من باب الأعمال ، أو بدل من إذا وقعت  كما قال به غير واحد ، وقال  ابن جني  وأبو الفضل الرازي   : إذا رجت  في موضع رفع على أنه خبر للمبتدأ الذي هو إذا وقعت  وليست واحدة منهما شرطية بل هي بمعنى وقت أي وقت وقوعها وقت رج الأرض ، وادعى ابن مالك  أن ( إذا ) تكون مبتدأ ، واستدل بهذه الآية ، وقال  أبو حيان   : هو بدل من إذا وقعت  وجواب الشرط عندي ملفوظ به وهو قوله تعالى : فأصحاب الميمنة  والمعنى إذا كان كذا وكذا ، فأصحاب الميمنة ما أسعدهم وما أعظم ما يجازون به أي إن سعادتهم وعظم رتبهم  [ ص: 131 ] 
عند الله عز وجل تظهر في ذلك الوقت الشديد الصعب على العالم ، وفيه بعد وبست الجبال بسا   أي فتت كما قال  ابن عباس   ومجاهد  حتى صارت كالسويق الملتوت من بس السويق إذا لته ، وقيل : سيقت وسيرت من أماكنها من بس الغنم إذا ساقها فهو كقوله تعالى : وسيرت الجبال   [النبأ : 20]. 
وقرأ  زيد بن علي   ( رجت ، وبست) بالبناء للفاعل أي ارتجت وتفتتت ، وفي كلام هند بنت الخس  تصف ناقة بما يستدل به على حملها : - عينها هاج وصلاها راج ، وهي تمشي وتفاج - فكانت   فصارت بسبب ذلك هباء  غبارا منبثا  متفرقا ، والمراد مطلق الغبار عند الأكثرين ، وقال  ابن عباس   : هو ما يثور مع شعاع الشمس إذا دخلت من كوة ، وفي رواية أخرى عنه أنه الذي يطير من النار إذا اضطرمت . 
وقرأ  النخعي   - منبتا - بالتاء المنطوقة بنقطتين من فوق من البت بمعنى القطع ، والمراد به ما ذكر من الليث بالمثلثة 
				
						
						
