( قال ) ومن قتل من أهل العدل في محاربة أهل البغي  فهو شهيد لا يغسل لأن المحاربة معهم مأمور بها قال الله تعالى { فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله    } فالمقتول في هذه المحاربة باذل نفسه لابتغاء مرضات الله كالمقتول في محاربة المشركين . ولما قاتل  علي  رضي الله تعالى عنه أهل النهروان لم يغسل من استشهد من أصحابه ولم يذكر في الكتاب أن من قتل من أهل البغي ماذا يصنع به . وروى المعلى  عن  أبي يوسف   ومحمد  رحمهما الله تعالى أنه لا يغسل ولا يصلى عليه وقال  الشافعي  رضي الله تعالى عنه : يغسل ويصلى عليه لأنه مسلم قال الله تعالى { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا    } الآية ولكنه مقتول بحق فهو كالمقتول رجما أو في قصاص . 
( ولنا ) حديث  علي  رضي الله عنه أنه لم يغسل أهل النهروان ولم يصل عليهم فقيل له : أكفار هم ؟ قال : لا ولكنهم إخواننا بغوا علينا أشار إلى أن ترك الغسل والصلاة عليهم عقوبة لهم ليكون زجرا لغيرهم وهو نظير المصلوب يترك على خشبته عقوبة له وزجرا لغيره 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					