( ولا ) تصح ( إمامة أمي  نسبة إلى الأم ) كأنه على الحالة التي ولدته أمه عليها وقيل : إلى أمة العرب  وهو لغة من لا يكتب ومن ذلك وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالأمي ( بقارئ ) مضت السنة على ذلك ، قاله الزهري    ; لأن القراءة ركن مقصود في الصلاة فلم يصح اقتداء القادر عليه بالعاجز عنه كالطهارة والسترة وهو يتحملها عن المأموم وليس هو من أهل التحمل ( والأمي ) اصطلاحا ( من لا يحسن الفاتحة ) أي لا يحفظها ( أو يدغم منها حرفا لا يدغم ) أي في غير مثله ، وغير ما يقاربه في المخرج ( وهو  [ ص: 481 ] الأرت ) . 
وفي المذهب هو الذي في لسانه عجلة تسقط بعض الحروف ( أو يلحن ) فيها ( لحنا يحيل المعنى ، كفتح همزة اهدنا ) ; لأنه يصير بمعنى طلب الهدية لا الهداية ( وضم تاء أنعمت ) وكسرها ، وكسر كاف إياك فإن لم يحل المعنى كفتح دال نعبد ونون نستعين فليس أميا . 
( وإن أتى به ) أي اللحن المحيل للمعنى ( مع القدرة على إصلاحه لم تصح صلاته كما يأتي ) ; لأنه أخرجه عن كونه قرآنا ، فهو كسائر الكلام وحكمه حكم غيره من الكلام . 
( وإن عجز عن إصلاحه ) أي اللحن المحيل للمعنى ( قرأه في فرض القراءة ) لحديث { إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم   } ( وما زاد عنها ) أي عن الفاتحة ( تبطل الصلاة بعمده ) أي اللحن المحيل للمعنى فيه واللحن لا يبطل الصلاة إذا لم يحل المعنى ، فإن أحاله كان عمده كالكلام وسهوه كالسهو عن كلمة وجهله كجهلها . 
( ويكفر إن اعتقد إباحته ) أي إباحة اللحن المحيل للمعنى ، لإدخاله في القرآن ما ليس منه . 
( وإن كان ) اللحن المحيل للمعنى ( لجهل أو نسيان أو آفة ) كسبق لسانه أو غفلته ( لم تبطل ) صلاته لحديث { عفي لأمتي عن الخطإ والنسيان   } ( ولم تمنع إمامته ) ; لأنه ليس بأمي وعلم مما تقدم : أنه تصح إمامة الأمي بمثله لمساواته له . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					