( 2478 ) مسألة : قال : ( ثم ينحدر من الصفا  ، فيمشي حتى يأتي العلم  الذي في بطن الوادي  ، فيرمل من  [ ص: 193 ] العلم  إلى العلم  ، ثم يمشي حتى يأتي المروة  ، فيقف عليها ، ويقول كما قال على الصفا  ، وما دعا به أجزأه ، ثم ينزل ماشيا إلى العلم  ، ثم يرمل حتى يأتي العلم  ، يفعل ذلك سبع مرات ، يحتسب بالذهاب سعية ، وبالرجوع سعية ، يفتتح بالصفا  ويختتم بالمروة    ) هذا وصف السعي  ، وهو أن ينزل من الصفا  ، فيمشي حتى يأتي العلم . 
ومعناه يحاذي العلم ، وهو الميل الأخضر المعلق في ركن المسجد ، فإذا كان منه نحوا من ستة أذرع ، سعى سعيا شديدا ، حتى يحاذي العلم الآخر ، وهو الميلان الأخضران اللذان بفناء المسجد ، وحذاء دار  العباس  ، ثم يترك السعي ، ويمشي حتى يأتي المروة  ، فيستقبل القبلة ، ويدعو بمثل دعائه على الصفا    . 
وما دعا به فجائز ، وليس في الدعاء شيء مؤقت . ثم ينزل فيمشي في موضع مشيه ، ويسعى في موضع سعيه ، ويكثر من الدعاء والذكر فيما بين ذلك . قال أبو عبد الله    : كان  ابن مسعود  إذا سعى بين الصفا  والمروة  ، قال : رب اغفر وارحم ، واعف عما تعلم ، وأنت الأعز الأكرم . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : { إنما جعل رمي الجمار ، والسعي بين الصفا  والمروة  ، لإقامة ذكر الله تعالى   } . قال الترمذي    : هذا حديث حسن صحيح . حتى يكمل سبعة أشواط ، يحتسب بالذهاب سعية ، وبالرجوع سعية . 
وحكي عن  ابن جرير  ، وبعض أصحاب  الشافعي  ، أنهم قالوا : ذهابه ورجوعه سعية . وهذا غلط ; لأن  جابرا  قال { في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم : ثم نزل إلى المروة  ، حتى إذا انصبت قدماه ، رمل في بطن الوادي  ، حتى إذا صعدنا مشى ، حتى أتى المروة  ، ففعل على المروة  كما فعل على الصفا  ، فلما كان آخر طوافه على المروة  ، قال : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ، لم أسق الهدي ، وجعلتها عمرة   } . 
وهذا يقتضي أنه آخر طوافه ، ولو كان على ما ذكروه ، كان آخر طوافه عند الصفا  ، في الموضع الذي بدأ منه ، ولأنه في كل مرة طائف بهما ، فينبغي أن يحتسب بذلك مرة ، كما أنه إذا طاف بجميع البيت احتسب به مرة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					