قال المصنف رحمه الله تعالى ( فإذا مات تولى أرفقهم به إغماض عينيه  ، لما روت  أم سلمة  رضي الله عنها قالت : " { دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة [ فأغمض بصره ثم قال : إن الروح إذا قبض تبعه البصر   } " ولأنها إذا لم تغمض بقيت مفتوحة ، فيقبح منظره ، ويشد لحييه بعصابة عريضة ] تجمع جميع لحييه ، ثم يشد العصابة على رأسه لأنه إذا لم يفعل ذلك استرخى لحياه وانفتح فمه ، فقبح منظره ، وربما دخل إلى فيه شيء من الهوام ، وتلين  [ ص: 108 ] مفاصله لأنه أسهل في الغسل ، ولأنها تبقى جافية فلا يمكن تكفينه ، وتخلع ثيابه ، لأن الثياب تحمي الجسم فيسرع إليه التغير والفساد ، ويجعل على سرير أو لوح حتى لا تصيبه نداوة الأرض فتغيره ، ويجعل على بطنه حديدة ، لما روي أن مولى أنس  مات فقال رضي الله عنه " ضعوا على بطنه حديدة " لأنه ينتفخ ، فإن لم يمكن حديدة جعل عليه طين رطب ، ويسجى بثوب ، لما روت  عائشة  رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم " { سجي بثوب حبرة   } " ويسارع إلى قضاء دينه والتوصل إلى إبرائه منه ، لما روى  أبو هريرة  رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى   } " ويبادر إلى تجهيزه ، لما روى  علي  رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { ثلاث لا تؤخروهن : الصلاة والجنازة ، والأيم إذا وجدت كفئا   } " فإن مات فجأة ترك حتى يتيقن موته ) . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					