أما قوله :( فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون    ) . 
فاعلم أن جميع تكاليف الله محصورة في نوعين    : 
الأول : التروك ، وهي الأشياء التي يجب على الإنسان تركها ، والاحتراز عنها والاتقاء منها ، وهذا النوع إليه الإشارة بقوله :( للذين يتقون    ) . 
والثاني : الأفعال ؛ وتلك التكاليف إما أن تكون متوجهة على مال الإنسان أو على نفسه . 
أما القسم الأول : فهو الزكاة وإليه الإشارة بقوله :( ويؤتون الزكاة    ) . 
وأما القسم الثاني : فيدخل فيه ما يجب على الإنسان علما وعملا  ؛ أما العلم فالمعرفة ، وأما العمل فالإقرار باللسان ، والعمل بالأركان ، ويدخل فيها الصلاة وإلى هذا المجموع الإشارة بقوله :( والذين هم بآياتنا يؤمنون    ) ونظيره قوله تعالى في أول سورة البقرة :( هدى للمتقين  الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون    ) [ البقرة : 2-3 ] . 
				
						
						
