140-  أم حرام بنت ملحان  
ومنهن حميدة البر ، شهيدة البحر ، التواقة إلى مشاهدة الجنان ،  أم حرام بنت ملحان    . 
وقد قيل : إن التصوف البذل والإيثار ، والتشرف بخدمة الأخيار . 
حدثنا  أبو بكر بن خلاد  ، ثنا محمد بن غالب  ، ثنا القعنبي  ، عن مالك  ، عن  إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة  ، عن  أنس بن مالك  أنه سمعه ، يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب إلى قباء  يدخل على  أم حرام بنت ملحان  فتطعمه  ، وكانت  أم حرام  تحت  عبادة بن الصامت  ، فدخل عليها فأطعمته وجلست تفلي رأسه ، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ يضحك ، قالت : فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : " ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله عز وجل يركبون ثبج هذا البحر ملوكا أو مثل الملوك على الأسرة " - شك إسحاق    - قالت : فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني   [ ص: 62 ] منهم ، فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك ، فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله عز وجل ، كما قال في الأولى ، قالت : فقلت : ادع الله يا رسول الله أن يجعلني منهم ، قال : أنت مع الأولين . قال : فركبت البحر في زمن معاوية  فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فماتت   . 
حدثنا أبو إسحاق بن حمزة  ، ثنا  محمد بن يحيى المروزي  ، ثنا  حماد بن زيد  ، ثنا يحيى بن سعد  ، عن محمد بن يحيى بن حبان  ، عن  أنس بن مالك  ، عن  أم حرام  ، قالت : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال - أي نام - وقت القيلولة ، عندنا فاستيقظ وهو يضحك ، فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما أضحكك ؟ قال : رأيت قوما من أمتي يركبون هذا البحر كالملوك على الأسرة ، قلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ، قال : فتزوجها  عبادة بن الصامت  فركب البحر وركبت معه ، فلما قدمت إليها البغلة وقعت فاندقت عنقها   . رواه  الثوري  ،  وحماد بن سلمة  ،  والليث بن سعد  وعبد الوارث    . ورواه  إسماعيل بن جعفر  وزائدة  ، عن أبي طوالة  ، عن  أنس بن مالك    . وروى حسين الجعفي  ، عن زائدة  ، عن  المختار بن فلفل  ، عن أنس  وتفرد به . 
حدثنا  أبو عمرو بن حمدان  ، ثنا  الحسن بن سفيان  ، ثنا هشام بن عمار  ، ثنا يحيى بن حمزة  ، ثنا  ثور بن يزيد  ، عن  خالد بن معدان  ، عن عمير بن الأسود العنسي  أنه حدثه أنه أتى  عبادة بن الصامت  وهو بساحل حمص  وهو في بناء له ومعه امرأته  أم حرام  ، قال عمير  ، فحدثتنا  أم حرام  أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا    " ، قالت  أم حرام    : يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : " أنت فيهم " ، قال ثور    : سمعتها تحدث به وهي في البحر ، وقال هشام    : رأيت قبرها ووقفت عليه بالساحل بقاقيس    . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي  ، ثنا أبو كريب  ، ثنا  الحسين بن علي الجعفي  ، عن  هشام بن الغاز  ، قال : قبر  أم حرام بنت ملحان  بقبرص  ، وهم يقولون هذا قبر المرأة الصالحة   . 
				
						
						
