460 - إبراهيم الهروي  
ومنهم أبو إسحاق إبراهيم الهروي ، يعرف بابن بستنبه    . 
صحب  إبراهيم بن أدهم  من أقران أبي يزيد  من المذكورين بالتوكل والتجريد ، توفي بقزوين  ، وكان أهل هراة يعظمونه ، فحج متجردا فقيل : إنه كان من دعائه في تلك الحجة أن قال : اللهم اقطع رزقي عن أموال أهل هراة وزهدهم في  ، فكان بعد ذلك تأتي عليه الأيام الكثيرة لا يطعم فيها شيئا ، فإذا مر بسوق هراة قالوا : هذا الفاعل ينفق في كل يوم وليلة كذا وكذا درهما . 
سمعت  أبا عبد الرحمن السلمي  يقول : سمعت أبا القاسم النصراباذي  يقول : سمعت إبراهيم بن شيبان  يقول : " بقي إبراهيم بن بستنبه  في البادية ما أكل وما شرب وما اشتهى شيئا  فقال : عارضتني نفسي أن لي مع الله رتبة ، فلم أشعر أن كلمني رجل عن يميني فقال : يا إبراهيم  ، ترائي الله في سرك ، فنظرت إليه فقلت : قد كان ذلك ، قال : تدري كم لي هاهنا لم آكل ولم أشرب ولم أشته شيئا وأنا زمن مطروح ؟ قلت : الله أعلم ، قال : ثمانين يوما وأنا أستحي من الله أن يقع لي خاطرك ، ولو أقسمت على الله أن يجعل هذا الشجر ذهبا لجعله ، فكانت بركة رؤيته تنبيها لي ورجوعا إلى حالتي الأولى   " . 
سمعت أبي يقول : سمعت أحمد بن جعفر بن هانئ  يقول : سمعت محمد بن عبد الله  يقول : سمعت محمد بن إبراهيم الهروي  يقول : قال أبي : من أراد ألا يحجب دعاؤه من السماء فليتعاهد من نفسه خمسة أشياء    : أولا : أن يكون أكله غلبة لا يأكل إلا ما لا بد منه ، ولباسه غلبة لا يلبس إلا ما لا بد منه ، ونومه غلبة لا ينام إلا ما لا بد منه ، وكلامه غلبة لا يتكلم إلا ما لا بد منه ، والخامس : أن يكون متضرعا حافظا لإرادته دائما حافظا لأعضائه كلها ، قال : وطريق الجنة على ثلاثة   [ ص: 44 ] أشياء : أولها : أن يسكن قلبك بموعود الله ، والثاني : الرضا بقضاء الله ، والثالث : إخلاص العمل في جميع النوافل ، قال : ومن أراد أن يبلغ الشرف كل الشرف فليختر سبعا على سبع  ؛ فإن الصالحين اختاروها حتى بلغوا سنام الخير : أولها : أن يختار الفقر على الغنى ، والجوع على الشبع ، والدون على المرتفع ، والذل على العز ، والتواضع على الكبر ، والحزن على الفرح ، والموت على الحياة . وقال : كل من أصاب هذه الثلاثة فقد أصاب الشرف في الدنيا والآخرة : أولها : فتح القلب - يعني يفتح الله قلبه فيجعله مأوى الذكر والمناجاة - . والثاني : غنمه البر ، فكل بر يرزقه الله يراه أنه غنيمة له فيتقبله بالمنة ، ويحفظه بالخوف ، ويتممه بالخشية ، ويسلمه بالإخلاص ، ويحفظه بالصبر . والثالث : يجد الظفر على عدوه ليستقيم على طاعة الله حتى يرزقه الله الظفر على عدوه   " . 
حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن جعفر  ، ثنا محمد بن عبد الله  ، حدثني محمد بن إبراهيم  ، ثنا أبي ، ثنا عبد الرحيم بن حبيب  ، عن إسماعيل بن يحيى التيمي  ، عن سفيان  ، عن ليث  ، عن طاوس  ، عن  ابن عباس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أدى إلى أمتي حديثا يقيم به سنة أو يلثم به بدعة فله الجنة    " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					