ها قد تغذيت وطابت نفسي فليس في الحي غلام مثلي إلا غلام قد تغذى قبلي
سبحانك وحنانيك ، خلقت فسويت ، وقدرت فهديت ، وأعطيت فأغنيت ، وأقنيت وعافيت ، وعفوت وأعطيت فلك الحمد على ما أعطيت ، حمدا كثيرا طيبا مباركا ، حمدا لا ينقطع أولاه ، ولا ينفد أخراه ، حمدا أنت منتهاه فتكون الجنة عقباه ، أنت الكريم الأعلى . وأنت جزيل العطاء ، وأنت أهل النعماء ، وأنت ولي الحسنات ، وأنت خليل إبراهيم لا يحفيك سائل ولا ينقصك نائل ، ولا يبلغ مدحك قول قائل ، سجد وجهي لوجهك الكريم . ثم يخر فيسجد ونسجد معه ، ثم يفرق الصدقة على من حضره من المساكين .
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن العباس بن أيوب ، ثنا عبد الرحمن بن واقد ، ثنا ضمرة ، حدثني السري بن يحيى . قال : كان حبيب أبو محمد يسري بالبصرة يوم التروية ، ويرى بعرفة عشية عرفة .
حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثني إبراهيم بن سفيان ، ثنا إبراهيم بن نصر ، ثنا حسام بن عبادة ، عن أبيه عبادة . قال : ذهبت مع سليمان التيمي إلى حبيب أبي محمد ، فقال : يا أبا محمد ، ادع الله لنا فقال : يا أبا محمد البشكار لا يتقدم البيشكار .
حدثنا أحمد بن جعفر بن مسلم ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، حدثني أبو قرة محمد بن ثابت . قال : قال حبيب أبو محمد : لا قرة عين لمن لا تقر عينه بك ولا فرح لمن لا يفرح بك ، وعزتك إنك تعلم أني أحبك .
حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : أخبرت عن سيار ، عن جعفر ، قال : كان حبيب أبو محمد رقيقا من أكثر الناس بكاء ، فبكى ذات ليلة بكاء كثيرا فقالت عمرة بالفارسية : لم تبكي يا أبا محمد ؟ قال لها حبيب بالفارسية : دعيني فإني أريد أن أسلك طريقا لم أسلكه قبل .
قيل : إنه أسند عن الحسن ، وابن سيرين وهو وهم من قائله ؛ فإن حبيبا [ ص: 155 ] الذي أسند عن الحسن ، وابن سيرين ، حبيب المعلم ، وتحفظ له حكاية عن الفرزدق .
حدثنا محمد بن علي ، ثنا أبو بشر الدولابي ، ثنا زكريا بن يحيى الوقاد ، ثنا الحصيب بن صالح ، عن صالح المري ، عن حبيب أبي محمد الفارسي ، عن الفرزدق . قال : لقيت أبا هريرة بالشام ، فقال لي : أنت الفرزدق ؟ قلت : نعم ، فقال : أنت الشاعر ؟ قلت : نعم ، فقال : أما إنه إن طالت بك حياة ستلقى أقواما يقولون : لا توبة لك فلا تقطع رجاك من الله - عز وجل - .


