تسر بما يفنى وتشغل بالصبا كما غر باللذات في النوم حالم نهارك يا مغرور سهو وغفلة
وليلك نوم والردى لك لازم وتعمل فيما سوف تكره غبه
كذلك في الدنيا تعيش البهايم
ثم انصرف فما بقي بعد ذلك إلا جمعة .
حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن الحسين الحضرمي ، [ ثنا علي بن مطر ، ثنا أسد بن زيد ] قال : كنا مع عمر بن عبد العزيز في جنازة ، فلما أن دفن الميت ، ركب بغلة له صغيرة ، ثم جاء إلى قبر ، فركز عليه المقرعة ، فقال : السلام عليك يا صاحب القبر ، قال عمر : فناداني مناد من خلفي : وعليك السلام يا عمر بن عبد العزيز ، عم تسأل ؟ فقلت : عن ساكنك وجارك ، قال : أما البدن فعندي ، والروح عرج به إلى الله عز وجل ، ما أدري أي شيء حاله ، قلت : أسألك عن ساكنك وجارك ؟ قال : دمغت المقلتين ، وأكلت الحدقتين ، ومزقت الأكفان ، وأكلت الأبدان ، ثم ذكر نحوه ، وذكر الشعر .


