حدثنا أبو حامد بن جبلة  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، ثنا  أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم  ثنا  سفيان بن عيينة    . قال : قال  الأعمش    : " ما كان بيننا وبين البدريين إلا ستر    "   . ثم قال : ثنا  زيد بن وهب  ، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق  ، ثنا  أبو العباس السراج  ، ثنا قتيبة  قال : قال جرير    : كان  الأعمش  إذا خرج فسألوه عن حديث فلم يحفظه كان يجلس في الشمس يقول بيديه في عينيه  ، فلا يزال يعركهما ويعركهما حتى يذكره ، فإذا ذكره قال : هات عن أي شيء سألت فيجيبه "   . 
حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب  ، ثنا  أبو العباس السراج  ، ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه  ، ثنا عبد الرزاق  ، عن  ابن عيينة    . قال : رأيت  الأعمش  لبس فروا مقلوبا وتبانا تسيل خيوطه على رجليه  ، ثم قال : أرأيتم لولا أنني تعلمت العلم من كان يأتيني ؟ لو كنت بقالا كان يقذرني الناس أن يشتروا مني "   . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا محمد بن الخراز الطبراني  ، أنبأنا أحمد بن حرب الموصلي  قال   : سمعت محمد بن عبيد الطنافسي  يقول : جاء رجل نبيل كبير اللحية إلى  الأعمش  ، فسأله عن مسألة خفيفة من الصلاة ، فالتفت إلينا  الأعمش  وقال : " انظروا إليه ، لحيته تحتمل حفظ أربعة آلاف حديث ، ومسألته مسألة صبيان الكتاب    "   . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا أحمد بن صدقة  ، ثنا محمد بن الحسن بن تسنيم  ، ثنا  أبو داود  ، عن  الأعمش    . قال : قال لي  حبيب بن أبي ثابت    : " أهل الحجاز  وأهل مكة  أعلم بالمناسك  ، " قال : فقلت له : فأنت عنهم وأنا عن أصحابي ، لا تأتي بحرف إلا جئتك فيه بحديث "   . 
حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم العدل  ، ثنا عبد الله بن محمد المخزومي  ، ثنا عبيد البزاز  ، ثنا عبد الواحد بن نجدة  ، ثنا أبو حيوة شريح بن يزيد  ، عن مبشر بن عبيد  ، قال : سمعت  الأعمش  ، يقول : " العلم في لم ؟    "   . 
حدثنا عبد العزيز بن محمد المعدل  ، ثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج المعدل  ، ثنا أبو العباس البزاز  ، ثنا  عبد الوهاب بن الحكم الوراق  ، ثنا أبو جعفر الحراني  ، عن  عيسى بن يونس  ، قال : " ما رأينا في زماننا مثل  الأعمش  ، ولا الطبقة الذين   [ ص: 48 ] كانوا قبلنا  ، ما رأينا الأغنياء والسلاطين في مجلس قط أحقر منهم في مجلس  الأعمش  وهو محتاج إلى درهم "   . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم  ، ثنا أحمد بن علي الأبار  ، ثنا الحسن بن علي الحلواني  ، ثنا نعيم بن حماد  ، عن سفيان  ، عن عاصم بن حبيب  قال : كان القاسم بن عبد الرحمن  يقول : " ليس أحد أعلم بحديث عبد الله  من  الأعمش     "   . 
حدثنا عبد العزيز بن محمد  ، ثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا أحمد بن بكر - جار بشر    - ثنا محمد بن خلف  قال : سمعت ضرار بن صرد  ، يقول : سمعت شريكا  ، يقول : " ما كان هذا العلم إلا في العرب وأشراف الملوك  ، فقال له رجل من جلسائه : وأي نبل كان  للأعمش  ؟ قال شريك    : " أما لو رأيت  الأعمش  ومعه لحم يحمله  وسفيان الثوري  ، عن يمينه ، وشريك  عن يساره ، وكلاهما ينازعه حمل اللحم لعلمت أن ثم نبلا كثيرا   " . 
حدثنا عبد العزيز بن محمد ، ثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا أبو سهل محمد بن الحسن  ، ثنا أبو عبد الله بن يحيى بن معين  ، ثنا  ابن وارة الرازي  ، ثنا عبيد الله بن موسى  ، عن  الأعمش  قال : " أعظم الخيانة أداء الأمانة إلى الخائنين    "   . وقال  الأعمش    : " نقض العهد وفاء العهد لمن ليس له عهد    "   . 
حدثنا أحمد بن جعفر  ، ثنا أحمد بن علي الأبار  ، ثنا محمد بن حميد  ، ثنا جرير    . قال : " ذكر الإرجاء عند  الأعمش  ، فقال : " ما نرجو من رأي أنا أكبر منه    "   . 
حدثنا أحمد بن جعفر  ، ثنا أحمد بن علي الأبار  ، ثنا أبو عبد الرحمن    . قال : قال  ابن نمير    : جاء رجل إلى  الأعمش  فقال : كلم لي فلانا - لرجل كان يشرب الخمر    - ، قال : والله ما كلمته قط ، قال : إنه قد أخذني في الخراج ، فأرجو إن كلمته أن يقبل ، قال : فجاءه وكان بين أيديهم خمر يشربونه ، قال : فقال الرجل : لأسقينه خمرا قبل أن يخرج ، قال : فرفعوه فدخل  الأعمش  ، فكلمه ، قال : نعم ، فدعا بالصحيفة فمحا ما كان عليه ، وقال : تغد يا أبا محمد  ، قال : فتغدى ، فقال : " اسقوني ماء " فقال الرجل : هات نبيذا يا غلام ، قال : " لا ، اسقوني ماء " ، [ ثم قال : اسقوني ماء ، فقال الرجل : هات نبيذا يا غلام ] ، فقال : " لا ، اسقوني ماء " فقال   [ ص: 49 ] الرجل : أليس قال : إذا دخلت على أخيك فكل من طعامه ، واشرب من شرابه ؟ فقال  الأعمش    : " لست أنت من أولئك " . فخرج  الأعمش  ولم يشرب إلا الماء   . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا أحمد بن داود  ، ثنا علي بن بحر  ، ثنا  عيسى بن يونس    . قال : بعث عيسى بن موسى  بألف درهم إلى  الأعمش  ، وصحيفة ليكتب له فيها حديثا ، فأخذ  الأعمش  الألف درهم وكتب في الصحيفة : " بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد حتى ختمها ، وطوى الصحيفة وبعث بها إليه ، فلما نظر فيها بعث إليه : يا ابن الفاعلة ، ظننت أني لا أحسن كتاب الله ، فكتب إليه  الأعمش    : " أفظننت أني أبيع الحديث  ، ولم يكتب له ، وحبس المال لنفسه "   . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني إسماعيل بن بهرام الكوفي  ، ثنا أبو أسامة  ، أن  الأعمش  ، عوتب في إتيانه أخا ليقطين القائد  ، فقال : " أنزلته منزلة الحش احتيج إليه فأتي "   . 
حدثنا أبو حامد بن جبلة  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، ثنا  محمد بن مسعود  ، ثنا عبد الرزاق  ، عن معمر  قال : جئت  الأعمش  ومعي أحاديث أريد أن أسأله عنها  ، وإلى جنبه رجل من بني مخزوم  ، فقلت : يا أبا محمد  ، كيف حديث كذا وكذا ؟ فقال : " ليس به بأس " . فقلت : حديث كذا وكذا ؟ قال : " مكروه " فقال المخزومي    : إنه قد رحل إليك ؟ قال : " قد عرفت ، ولكنه يمارس قرناء "   . 
حدثنا محمد بن علي  ، ثنا عبد الله بن محمد البغوي  ، ثنا  أبو بكر بن زنجويه  ، ثنا عبد الرزاق    . قال : أخبرني بعض أصحابنا ، أن  الأعمش  ، قام من النوم لحاجة ، فلم يصب ماء ، فوضع يده على الجدار فتيمم ثم نام ، فقيل له في ذلك ، قال : " أخاف أن أموت على غير وضوء    . " قال عبد الرزاق    : وربما فعله معمر    "   . 
حدثنا محمد بن علي  ، ثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا محمود بن غيلان    . قال : قال وكيع    : كان  الأعمش  قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى  ، واختلفت إليه قريبا من ستين ، فما رأيته يقضي ركعة "   . 
حدثنا محمد بن علي  ، ثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا  أبو سعيد الأشج  ، ثنا حميد بن عبد الرحمن  ، عن  الأعمش  قال : " استعان بي مالك بن الحارث  في حاجة  ، فجئت في قباء مخرق فقال : " لو لبست ثوبا غيره ،   [ ص: 50 ] فقلت : امش ، فإنما حاجتك بيد الله ، قال : فجعل يقول في المسجد : ما صرت مع سليمان  إلا غلاما "   . 
حدثنا محمد بن علي  ، ثنا عبد الله بن محمد  ، حدثني أحمد بن زهير  ، ثنا إبراهيم بن عرعرة    . قال : سمعت  يحيى القطان  ، إذا ذكر  الأعمش  قال : كان من النساك ، وكان محافظا على الصلاة في الجماعة  ، وعلى الصف الأول ، قال يحيى    : وهو علامة الإسلام ، وكان يحيى  يلتمس الحائط حتى يقوم في الصف الأول "   . 
حدثنا محمد بن علي  ، ثنا عبد الله أبو سعيد [ الأشج  ، ثنا محمد بن يحيى الجعفي  ، عن  حفص بن غياث    . قال : قيل  للأعمش  أيام  زيد بن علي    : لو خرجت ، قال : " ويلكم ، والله ] ما أعرف أحدا أجعل عرضي دونه ، فكيف أجعل ديني دونه "   . 
حدثنا محمد بن علي  ، ثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا زياد بن أيوب  قال : سمعت هشيما  ، يقول : ما رأيت بالكوفة  أحدا أقرأ لكتاب الله ، ولا أجود حديثا من  الأعمش     . 
أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم  ، في كتابه ، ثنا محمد بن أيوب  ، ثنا سهل بن عثمان  ، ثنا  حفص بن غياث    . قال : سمعت  الأعمش  ، يقول : " يوشك أن أحتبس على الموت إن وجدته بالثمن اشتريته    " . 
حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن  ، ثنا  عبد الجبار بن العلاء  ، ثنا  سفيان بن عيينة  قال : قال  الأعمش    : " كنا نعد أهل السوق شرارنا ، وإنا لنعدهم اليوم خيارنا    " . 
حدثنا أبو حامد بن جبلة  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، ثنا زياد بن أيوب  ، ثنا يحيى بن أبي زائدة  ، ثنا  الأعمش  قال : " دخل علي إبراهيم  يعودني ، وكان يمازحني  فقال : " أما أنت فيعرف من في منزله أنه ليس برجل من القريتين عظيم   . 
حدثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن  ، ثنا عمرو الأودي  ، ثنا وكيع  ، عن  الحسن بن صالح  ، عن  الأعمش    . قال : " إن كنا لنشهد الجنازة ، فلا ندري من نعزي من حزن القوم    "   . 
حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن  ، ثنا أبو حميد الحمصي أحمد بن محمد بن سيار  ، ثنا يحيى بن صالح الوحاظي  ، ثنا منصور بن أبي الأسود  قال : سألت  الأعمش  عن قوله تعالى : ( وكذلك نولي بعض الظالمين    )   [ ص: 51 ]   ( بعضا بما كانوا يكسبون    ) ما سمعتهم يقولون فيه ؟ قال : سمعتهم يقولون : " إذا فسد الناس أمر عليهم شرارهم    "   . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا محمد بن يحيى  ، ثنا مسعود بن يزيد  ، ثنا إبراهيم بن رستم  ، ثنا أبو عصمة  ، عن  الأعمش    . قال : " آية الثقيل الوسوسة ، لأن أهل الكتابين لا يدرون بالوسوسة ، وذلك لأن أعمالهم لا تصعد إلى السماء    "   . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا عبد الرحمن بن سلم  ، ثنا هناد بن السري  ، ثنا قبيصة  ، ثنا سفيان  ، عن  الأعمش    :   ( وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع    )  قال : " مثل زاد الراعي "   . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا محمد بن يحيى  ، أنبأنا  أبو هشام الرفاعي  ، ثنا  أبو بكر بن عياش    . قال : دخلت على  الأعمش  في مرضه الذي توفي فيه ، فقلت : أدعو لك الطبيب ؟ قال : " ما أصنع به ؟ فوالله لو كانت نفسي بيدي لطرحتها في الحش  ، إذا أنا مت فلا تؤذنن بي أحدا ، واذهب بي واطرحني في لحدي "   . 
حدثنا عبد العزيز بن محمد  ، ثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج  ، ثنا أبو العباس البزار  ، ثنا  أبو هشام الرفاعي    . قال : سمعت أبا بكر بن عياش  ، يقول : رأيت  الأعمش  يلبس قميصا مقلوبا  ، فيقول : الناس مجانين يلبسون الخشن مقابل جلودهم   . 
حدثنا محمد بن علي  ، ثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا محمد بن يزيد  ، ثنا  أبو بكر بن عياش  ، عن  الأعمش  قال : " خرج ملك من الملوك إلى منتزه له ، فمطر الملك فرفع رأسه " فقال : لئن لم تكف لأوذينك ، فأمسك المطر ، فقيل له : أي شيء أردت أن تصنع ؟ قال : أردت أن لا أدع أحدا يوحده إلا قتلته ، فعلم أن الله يحفظ عبده المؤمن    "   . 
حدثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا أبو يحيى الرازي  ، ثنا هناد بن السري  ، ثنا قبيصة  ، عن سفيان  ، عن  الأعمش  قال : " كان ملك الموت عليه السلام يظهر للناس  ، فيأتي للرجل فيقول : اقض حاجتك ، فإني أريد أن أقبض روحك ، قال : فشكي ، فأنزل الله عز وجل الداء وجعل الموت خفاء "   . 
حدثنا أبي ، ثنا محمد بن جعفر  ، ثنا إسماعيل بن زيد  ، ثنا إبراهيم بن الأشعث  ،   [ ص: 52 ] ثنا  الفضيل بن عياض  ، عن سليمان    . قال : تعبد رجل من بني إسرائيل  في غار ، فبعث إبليس شيطانا فدخل الغار  ، فجعل يصلي معه ، فقال له العابد : من أنت ؟ قال : أتعبد معك ، ثم قال : هل أدلك على أفضل مما نحن فيه ؟ قال : وما هو ؟ قال : اخرج بنا نطلب قرية نأمر بالمعروف ، فأطاعه فأقبل رجل إليهما عند باب القرية ، فجعل الشيطان حين رآه يضرط ، فأخذه الرجل فذبحه ، فقال له العابد : ما صنعت ، قتلت خير الناس ؟ قال : فقال : إنما هذا شيطان وأنا رحمة رحمك بها ربك "   . 
حدثنا أبو حامد بن جبلة  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، ثنا عبد الله بن هانئ  ، ثنا سعيد بن يحيى أبو سفيان الحذاء    . قال : أخذ  الأعمش  ناحية هذا السواد ، فأتاه قوم منهم ، فسألوه أن يحدثهم فأبى ، فقال بعض جلسائه : يا أبا محمد  ، لو حدثت هؤلاء المساكين ؟ فقال  الأعمش    : " من يعلق الدر على الخنازير ؟    "   . 
حدثنا محمد بن علي  ، ثنا عبد الله بن محمد البغوي  ، ثنا  أبو سعيد الأشج  ، ثنا حميد بن عبد الرحمن  قال : سمعت  الأعمش  يقول : " انظروا أن لا تنثروا هذه الدنانير على الكباش    " - يعني الحديث - وقال حميد    : وسمعت أبي يقول : سمعت  الأعمش  يقول : " لا تنثروا اللؤلؤ تحت أظلاف الخنازير    " . 
حدثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن سعيد  ، ثنا عباس بن عبد العظيم  قال : سمعت أبا نعيم  يقول : قال عبد السلام    : " كان  الأعمش  إذا حدث يتخشع ويعظم العلم    "   . 
حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد  ، ثنا عبد الله بن محمد الرازي  ، [ ثنا أبو عون البزوري  ، ثنا  زكريا بن عدي  قال : وحدثنا ] ابن إدريس    . قال : كان  الأعمش  ربما يحدثنا بالحديث ثم يقول : " بقي رأس المال    " - يعني الإسناد   . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد  ، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث  ، ثنا الأخنسي  ، ثنا  أبو بكر بن عياش    . قال : قال رجل  للأعمش    : " هؤلاء الغلمان حولك ؟ قال : اسكت ، هؤلاء يحفظون عليك أمر دينك    "   . 
حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد المعدل  ، ثنا عبد الله بن محمد المخزومي  ، ثنا  عيسى بن جعفر  ، ثنا أحمد   [ ص: 53 ] بن داود الحراني  قال : سمعت  عيسى بن يونس  ، يقول : سمعت  الأعمش  ، يقول : " كان  أنس بن مالك  يمر بي في طرفي النهار فأقول : لا أسمع منك حديثا  ؛ خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئت إلى الحجاج  حتى ولاك ، قال : " ثم ندمت فصرت أروي عن رجل عنه   " . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا أحمد بن القاسم  ، ثنا مساور  ، ثنا الوليد بن الفضل العنزي  ، ثنا مندل بن علي    . قال : خرج  الأعمش  ذات يوم من منزله بسحر ، فمر بمسجد بني أسد  ، وقد أقام المؤذن الصلاة ، فدخل يصلي ، فافتتح إمامهم البقرة في الركعة الأولى ، ثم قرأ في الثانية آل عمران ، فلما انصرف قال له  الأعمش    : أما تتقي الله ، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أم الناس فليخفف  ، فإن خلفه الكبير والضعيف وذا الحاجة " ؟ فقال الإمام : قال الله تعالى : ( وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين    ) فقال  الأعمش    : " فأنا رسول الخاشعين إليك أنك ثقيل "   . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم  ، ثنا أحمد بن علي الأبار  ، ثنا أبو عبد الرحمن    . قال : سمعت وكيعا  ، يقول : اكترى  الأعمش  من أعرابي ، وخرج معه قوم يرجون أن يسمعوا منه ، قال : فلما أحرم وكان الجمال يؤذيهم ، فاجتمعوا يوما في خيمة ، فجاء إليهم وهم مجتمعون ، فقام  الأعمش  فشد إزاره وقام إليه بعمود الخيمة فضربه فشجه ، فقالوا : يا أبا محمد  ، تقوم إليه فتشجه وأنت محرم ؟ فقال : " إن من سنة الإحرام ضرب الجمال    " . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا إبراهيم بن نائلة  ، ثنا  إسماعيل بن عمرو البجلي  ، ثنا مندل    . قال : قلت  للأعمش    : هل تأذيت بالمسودة قط  ؟ قال : نعم ، كنت في السواد فلقيني رجل منهم عند نهر ، فقال : " احملني حتى أعبر هذا النهر ، فلما استوى على ظهري قال : ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين    ) ، فلما توسطت النهر رميت به وقلت : ( اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ) . ثم تركته يتلبط في ثيابه في النهر ، وهربت منه "   . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم   [ ص: 54 ] ثنا أحمد بن علي الأبار  ، ثنا علي بن حجر  ، قال : ثنا عمر الحنظلي  ، قال : جاء سفيان بن سعيد  إلى  الأعمش  فسلم عليه ، فقال له  الأعمش    : " كيف أنت يا أبا عبد الله  ؟ كيف الكاركاه ؟ بلغني أنه عامر  ، وكان في أول ما أخذ سفيان  في الحديث ، فقال له سفيان    : لا تدع المزاح يا أبا محمد  على حال ؟ قال : ما جاء بك ؟ قال : حديث بلغني أنك تحدث به ، لا تزال تجيء بالشيء ، فقال  الأعمش    : ما هو ؟ فقال : قلت : إن  ابن عمر  قبل هدايا المختار   ، فقال : أما سمعت هذا بعد ؟ قال : لا ، فقال له  الأعمش    : ثنا  حبيب بن أبي ثابت  ، قال : " رأيت هدايا المختار  تأتي  ابن عباس   وابن عمر  فيقبلانها "   . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا عبد الله بن الحسين النيسابوري  قال : سمعت الحارث بن أبي أسامة  ، يقول : قلت : لحفص بن أبي حفص الأبار    : رأيت  الأعمش  ؟ قال : نعم ، وسمعته يقول : " إن الله يرفع بالعلم أو بالقرآن أقواما ويضع به آخرين  ، وأنا ممن يرفعني الله به ، لولا ذلك لكان على عنقي دن صحنا أطوف به في سكك الكوفة    " . 
حدثنا أبو حامد بن جبلة  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، ثنا أحمد بن الوليد  ، ثنا حامد بن يحيى  ، قال : سمعت سفيان  ، يقول : جاء شبيب بن شيبة  وأصحاب له إلى  الأعمش  ، فنادوه على بابه    : يا سليمان  اخرج إلينا ، فقال  الأعمش  من الداخل : " من أنتم ؟ " قالوا : نحن من الذين ينادونك من وراء الحجرات ، فقال  الأعمش  من الداخل : ( أكثرهم لا يعقلون    )   . 
				
						
						
