فصل : قال العلماء : لا معارضة بين الأحاديث المذكورة في الفصل الأول من أنه سد الأبواب إلا باب  أبي بكر   ، وبين المذكورة في الفصل الثاني من أنه سد الأبواب إلا باب  علي   ، فإنهما قصتان إحداهما غير الأخرى ، فقصة  علي  كانت متقدمة وهي في سد الأبواب الشارعة ، وقد كان أذن  لعلي  أن يمر في المسجد وهو جنب ، وقصة  أبي بكر  متأخرة في مرض الوفاة في سد طاقاة كانوا يستقربون الدخول منها وهي الخوخ ، كذا جمع  القاضي إسماعيل المالكي  في أحكامه ،  والكلاباذي  في معانيه ،  والطحاوي  في مشكله ، وعبارة  الكلاباذي  لا تعارض بين قصة  علي  وقصة  أبي بكر     ; لأن باب  أبي بكر  كان من جملة خوخات يطلع منها إلى المسجد وأبواب البيوت خارجة من المسجد ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد تلك الخوخ فلم تبق تطلع منها إلى المسجد وتركت خوخة  أبي بكر   [ ص: 20 ] فقط . وأما باب  علي  فكان داخل المسجد يخرج منه ويدخل منه . 
وقال  الحافظ ابن حجر     : قصة  علي  في سد الأبواب ، وأما سد الخوخ فالمراد به طاقاة كانت في المسجد يستقربون الدخول منها ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته بسدها إلا خوخة  أبي بكر  ، وفي ذلك إشارة إلى استخلاف  أبي بكر  لأنه يحتاج إلى المسجد كثيرا دون غيره . انتهى . 
قلت : ويدل على تقدم قصة  علي  ذكر  حمزة  قصته فإن  حمزة  قتل يوم أحد    . 
				
						
						
