فصل قال وهو يصح بثلاثة شروط : أن يكون الله عز وجل أحب الأشياء إلى العبد . وأولى الأشياء بالتعظيم ، وأحق الأشياء بالطاعة .  
يعني أن هذا النوع من  الرضا إنما يصح بثلاثة أشياء   أيضا .  
 [ ص: 180 ] أحدها : أن يكون الله عز وجل أحب شيء إلى العبد . وهذه تعرف بثلاثة أشياء أيضا .  
أحدها : أن تسبق محبته إلى القلب كل محبة . فتتقدم محبته المحاب كلها .  
الثاني : أن تقهر محبته كل محبة . فتكون محبته إلى القلب سابقة قاهرة ، ومحبة غيره متخلفة مقهورة مغلوبة منطوية في محبته .  
الثالث : أن تكون محبة غيره تابعة لمحبته . فيكون هو المحبوب بالذات والقصد الأول . وغيره محبوبا تبعا لحبه . كما يطاع تبعا لطاعته . فهو في الحقيقة المطاع المحبوب .  
وهذه الثلاثة في كونه أولى الأشياء بالتعظيم والطاعة أيضا .  
فالحاصل : أن يكون الله وحده المحبوب المعظم المطاع . فمن لم يحبه ولم يطعه . ولم يعظمه : فهو متكبر عليه . ومتى أحب معه سواه ، وعظم معه سواه ، وأطاع معه سواه : فهو مشرك . ومتى أفرده وحده بالحب والتعظيم والطاعة فهو عبد موحد . والله سبحانه وتعالى أعلم .  
				
						
						
