( حدثنا   أبو كريب ) بالتصغير ( محمد بن العلاء  حدثنا  أبو معاوية ) أي : محمد بن حازم  بالمعجمة والزاي ( عن  عبد الرحمن بن أبي بكر هو ابن المليكي     )      [ ص: 261 ] بالتصغير ( عن   ابن أبي مليكة     ) مصغرا ( عن  عائشة  قالت : لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختلفوا في دفنه ) أي : فيما هي لما سيأتي أيدفن ، وفي أي مكان دفنه فقيل في مسجده ، وقيل عند جده  إبراهيم   عليه السلام وقيل  بمكة      ( فقال  أبو بكر     ) جوابا عن كل من السؤالين فلا معنى لقول شارح لا في أصل الدفن ، وقد رواه  مالك  في الموطأ   وابن ماجه  أيضا عنه ( سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ما نسيته ) إيماء إلى كمال استحضاره وحفظه (  قال ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب     ) أي : الله أو النبي ( أن يدفن فيه ) بصيغة المجهول ( ادفنوه ) بهمز وصل وكسر فاء ( في موضع فراشه ) وكأنه - رضي الله عنه - حمل الموضع على أخص ما يتصور فيه ، وهو الموضع الذي مات فيه من حجرة  عائشة  ، ولعله - صلى الله عليه وسلم - لم يخول إلى موضع من المواضع الشريفة ليكون شرف المكان بالمكين وليكون مستقلا في الرحلة إليه والسلام عليه والتبرك بما لديه - صلى الله عليه وسلم - .  
وأما  يوسف   عليه السلام فقبر في المحل الذي قبض فيه ، وإنما نقل إلى آبائه بعد  بفلسطين   فلا ينافيه الحديث أو أن محبة  يوسف   عليه السلام لدفنه  بمصر   كانت معياة بنقل من ينقله إلى آبائه ، وأما  موسى   عليه السلام فالظاهر أنه فعله بوحي من الله تعالى ، وجاء أن  عيسى   عليه السلام يدفن بجنب نبينا - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين الشيخين ، وقال بعضهم بينهما ، وقيل بعدهما فالظاهر أنه يقبض في ذلك المحل الأكرم ، والله أعلم .  
				
						
						
