( إنابة ) أي  ومن أنواع العبادة الإنابة   وهي التوبة النصوح ، والرجوع إلى الله تعالى ، قال الله عز وجل : (  وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له      ) ( الزمر : 54 ) وقال تعالى في ذكر  شعيب      : (  وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب      ) ( هود : 88 ) وقال تعالى : (  وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب      ) ( الشورى : 10 ) وقال تعالى عن  إبراهيم   والذين معه : (  ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير      ) ( الممتحنة : 4 ) وقال تعالى في شأن عباده المؤمنين : (  والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عبادي      ) ( الزمر : 17 ) وقال عن عبده  داود   عليه السلام : (  فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب      ) ( ص : 24 ) وفي ذلك آيات كثيرة سنذكر إن شاء الله ما تيسر منها في بابه .  
( خضوع ) أي  ومن أنواع العبادة الخضوع   ، وهو والخشوع والتذلل بمعنى وتقدمت الآيات والأحاديث فيه . ( والاستعاذة ) ; أي  ومن أنواع العبادة الاستعاذة   وهي الامتناع بالله عز وجل والالتجاء إليه . قال عز وجل : (  فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم      ) ( النحل : 98 ) وقال تعالى : (  وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين   وأعوذ بك رب أن يحضرون      ) ( المؤمنون : 97 - 98 ) وقال تعالى : (  وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم      ) ( الأعراف : 200 ) وقال تعالى : (  قل أعوذ برب الفلق   من شر ما خلق      ) ( الفلق : 1 - 2 ) السورة . وقال تعالى : (  قل أعوذ برب الناس   ملك الناس   إله الناس   من شر الوسواس الخناس      ) ( الناس : 1 - 4 ) السورة . وقال عن كليمه  موسى   عليه السلام : (  وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب      ) ( غافر : 27 ) وقال تعالى عنه عليه السلام : (  وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون      ) ( الدخان : 20 ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "  أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه     " .      [ ص: 452 ] وقال : "  أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق     " وقال : "  اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك     " . وقال : "  تعوذوا بالله من الفتن     " . واستعاذ صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ، ومن الرد إلى أرذل العمر ، ومن المأثم والمغرم ، ومن فتنة القبر وعذاب القبر ، ومن فتنة النار وعذاب النار ، ومن شر فتنة الغنى ومن شر فتنة الفقر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال ، وغير ذلك .  
				
						
						
