688  - وقال "  أبو عبيد   " في حديث  "علي "   - رضي الله عنه - : أنه صلى بقوم ، فأسوى برزخا ، وفي بعض الحديث أنه قرأ برزخا ، فأسوى حرفا من القرآن "  [ ص: 339 ]  . 
قال : حدثنيه  "نصر بن باب "  عن  "الحجاج "  عن  "الحكم "  عن   "أبي عبد الرحمن السلمي "  قال : ما رأيت أحدا أقرأ من  "علي "  صلينا خلفه ، فقرأ برزخا ، فأسقط حرفا ، فرجع ، فقرأه ، ثم عاد إلى مكانه " . 
قال   "الكسائي " :  قوله : "أسوى" يعني : أسقط ، وأغفل . 
يقال : أسويت الشيء : إذا تركته وأغفلته . 
قال : والبرزخ : ما بين كل شيئين ، ومنه قيل للميت : هو في البرزخ ؛ لأنه بين الدنيا والآخرة . 
ومنه قول   "أبي أمامة الباهلي "  حين دفن ميتا ، فقرأ : ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون  
فأراد  "أبو عبد الرحمن "  بالبرزخ ما بين الموضع الذي أسقط  "علي "  منه ذلك الحرف إلى الموضع الذي كان انتهى إليه . 
ومنه قول  "عبد الله "  أنه سئل عن الرجل يجد الوسوسة ، فقال : "تلك برازخ الإيمان "  [ ص: 340 ]  . 
قال [ "  أبو عبيد   " ] : حدثنيه   "حجاج "  عن   "المسعودي  عن  "القاسم بن عبد الرحمن "  عن  "عبد الله " .  
قال "  أبو عبيد   " : وقال بعضهم : ما بين أول الإيمان وآخره . 
وفي هذا تقوية للحديث الآخر :  "الإيمان ثلاث وسبعون شعبة ،  أولها : الإيمان بالله ، وأدناها : إماطة الأذى عن الطريق " . 
وقال بعضهم : هو ما بين اليقين والشك . 
فذاك برازخ الإيمان . 
				
						
						
