حدثنا محمد بن مزيد ، قال : حدثنا الزبير بن بكار ، قال : حدثني عمي مصعب بن عبد الله ، قال : لما قتل جعفر بن يحيى وصلب بباب الحسن رأسه في ناحية وجسده في ناحية ، مرت به امرأة على حمار فاره فوقفت عليه ، ثم نظرت إلى الرأس ، فقالت بلسان فصيح : والله لئن صرت اليوم آية لقد كنت في المكارم غاية ، ثم أنشأت تقول :
بكيت على يحيى وأيقنت أنما قصارى الفتى يوما مفارقة الدنيا ولما رأيت السيف خالط جعفرا
ونادى منادي للخليفة في يحيى وما هي إلا دولة بعد دولة
تخول ذا نعمى وتعقب ذا بلوى إذا أنزلت هذا منازل رفعة
من الملك حطت ذا إلى غاية سفلى
قال القاضي أبو الفرج : قد روى لنا فيما رثي به البرمكي بعض من وقف على خشبته غير حكاية ، وستأتي بعد إن شاء الله .


