فيقال : لهم أما كون العرب تقول لما كان أغلظ من غيره أجسم  فهذا  [ ص: 550 ] صحيح ، ( مع أن بعض أهل اللغة أنكروا هذا ) [1]  . وأما دعواكم أنهم يقولون هذا [2] لأن الجسم مركب من الأجزاء المفردة ، وكل ما يشار إليه فهو مركب فيسمونه جسما ، فهذه دعوى باطلة عليهم من وجوه : أحدها : أنه قد علم [3] بنقل الثقات عنهم والاستعمال الموجود في كلامهم أنهم لا يسمون كل ما يشار إليه جسما ، ولا يقولون للهواء اللطيف جسما  ، [4] وإنما يستعملون لفظ " الجسم " كما يستعملون لفظ الجسد ، وهكذا نقل عنهم أهل العلم بلسانهم كالأصمعي  وأبي زيد الأنصاري  وغيرهما ، كما [5] نقله الجوهري  في " صحاحه " وغير الجوهري ، [6] فلفظ " الجسم " عندهم يتضمن معنى الغلظ والكثافة ، لا معنى كونه يشار إليه . 
				
						
						
