ذكر النوع الرابع من معرفة علم الحديث
النوع الرابع من هذا العلم: معرفة المسانيد من الأحاديث.
وهذا علم كبير من هذه الأنواع، لاختلاف أئمة المسلمين في الاحتجاج بغير المسند.
والمسند من الحديث: أن يرويه المحدث عن شيخ يظهر سماعه منه لسن يحتمله، وكذلك سماع شيخه من شيخه، إلى أن يصل الإسناد إلى صحابي مشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وآله.
[ ص: 138 ] [ ص: 139 ] [ ص: 140 ] [ ص: 141 ] ومثال ذلك ما:
36 - حدثناه أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد، قال حدثنا الحسن بن مكرم ، قال حدثنا عثمان بن عمر ، قال أخبرنا يونس ، عن الزهري ، عن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه: أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان عليه في المسجد، فارتفعت أصواتهما، حتى سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج حتى كشف ستر حجرته، فقال: "يا كعب ضع من دينك هذا"، وأشار إليه أي الشطر، فقال: نعم، فقضاه.
وبيان مثال ما ذكرته: أن سماعي، من ابن السماك ظاهر وسماعه من الحسن بن مكرم ظاهر، وكذلك سماع الحسن من عثمان بن عمر ، وسماع عثمان بن عمر من يونس بن يزيد ، وهو عال لعثمان ، ويونس معروف بالزهري ، وكذلك الزهري ببني كعب بن مالك ، وبنو كعب بن مالك بأبيهم، وكعب برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته.
وهذا مثل ضربته لألوف من الحديث، يستدل بهذا الواحد على جملتها من رزق فهم هذا العلم.
[ ص: 142 ]


