[ ص: 247 ]    ( فوائد )  
( الأولى ) : قال العلامة  ابن حمدان  في كتابه نهاية المبتدئين كسائر علماء السنة : ونجزم بأن المؤمنين يرون ربهم تعالى يوم القيامة بالأبصار ، ويكلمهم على ما يليق به فيهما ولا يراه الكفار ، ولا يكلمهم ، قال : ومن أنكر الرؤية كفر ، نص عليه   الإمام أحمد  انتهى .  
وفي حادي الأرواح :  الرب سبحانه وتعالى يرى ولا يدرك   ، كما يعلم ولا يحاط به ، وهذا هو الذي فهمه الصحابة والأئمة - رضي الله عنهم - من قوله تعالى (  لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار      )  قال   ابن عباس     - رضي الله عنهما : لا تدركه الأبصار : لا تحيط به الأبصار     . وقال  قتادة     : هو أعظم من أن تدركه الأبصار .  
وقال  ابن عطية     : ينظرون إلى الله ولا تحيط أبصارهم به من عظمته ، وبصره تعالى يحيط بهم فذلك قوله تعالى (  لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار      ) فالمؤمنون يرون ربهم تبارك وتعالى بأبصارهم عيانا ، ولا تدركه أبصارهم بمعنى أنها لا تحيط به إذ كان غير جائز أن يوصف الله - عز وجل - بأن شيئا يحيط به ، وهو بكل شيء محيط ، وهكذا يسمع كلامه من شاء من خلقه ، ولا يحيطون بكلامه ، فقوله تعالى (  لا تدركه الأبصار      ) من أدل شيء على أنه يرى ولا يدرك ، فهو لعظمته يتعالى عن أن تدركه الأبصار ولا تحيط به ، وللطفه وخبرته يدرك الأبصار فلا يخفى عليه شيء ، فهو العظيم في لطفه ، اللطيف في عظمته ، العالي في قربه ، القريب في علوه ، الذي (  ليس كمثله شيء وهو السميع البصير      ) - (  لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير      ) . انتهى ملخصا .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					