[ ص: 93 ]  361 - (  2126  ) - حدثنا  أبو خيثمة ،  حدثنا  يحيى بن سعيد  ، عن  جعفر بن محمد  ، عن  أبيه  قال : أتينا  جابر بن عبد الله  وهو ببني سلمة  ، فسألناه عن حجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحدثنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقامبالمدينة  تسع سنين لم يحج ، ثم أذن في الناس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاج في هذا العام ، فنزل المدينة  بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويفعل ما يفعل ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخمس بقين من ذي القعدة ، وخرجنا حتى أتينا ذا الحليفة  نفست  أسماء  بمحمد بن أبي بكر  ، فأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف أصنع ؟ فقال : اغتسلي واستثفري بثوب ، ثم أهلي ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا استوت به ناقته على البيداء أهل بالتوحيد : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ، ولبى الناس ، والناس يزيدون ذا المعارج ونحوه من الكلام ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يسمع فلا يقول لهم شيئا ، فنظرت مد بصري بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من راكب وماش ، ومن خلفه مثل ذلك ، وعن يمينه مثل ذلك ، وعن يساره مثل ذلك ، قال جابر   : ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا ينزل القرآن وهو يعرف تأويله ، وما عمل به من شيء عملناه ، قال : فخرجنا لا ننوي إلا الحج ، حتى  [ ص: 94 ] إذا أتينا الكعبة  استلم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - الحجر الأسود ، ثم رمل ثلاثة ، ومشى أربعة ، حتى إذا فرغ عمد إلى مقام إبراهيم  ، فصلى خلفه ركعتين ، وقرأ : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى  قال : أي فقرأ فيهما بالتوحيد و قل يا أيها الكافرون  ، ثم استلم الحجر ، ثم خرج إلى الصفا  ، ثم قال : نبدأ بما بدأ الله به وقرأ : إن الصفا والمروة من شعائر الله  ، فرقى على الصفا  ، حتى إذا نظر إلى البيت  كبر ، ثم قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، وصدق عبده ، وهزم أو غلب الأحزاب  وحده ، ثم دعا ورجع إلى هذا الكلام ، ثم نزل حتى إذا انصبت قدماه في الوادي رمل ، حتى إذا صعد مشى ، حتى إذا أتى المروة  فرقى عليها ، حتى إذا نظر إلى البيت  قال عليها كما قال على الصفا  ، ولما كان السابع بالمروة  قال : يا أيها الناس ، إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة ، فمن لم يكن معه هدي فليحلل ، وليجعلها عمرة ، فحل الناس كلهم ، فقال سراقة بن جعشم   : يا رسول الله ، ألعامنا هذا أم للأبد ؟ قال : فشبك النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصابعه قال : بل للأبد ، ثلاث مرات ، دخلت  [ ص: 95 ] العمرة في الحج إلى يوم القيامة . 
وقدم علي من اليمن  ، فقدم معه بهدي ، وساق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه هديا من المدينة  ، فإذا فاطمة  قد حلت ولبست ثيابا صبيغا ، واكتحلت ، وقالت : أمرني أبي ، فأنكر ذلك علي عليها . 
قال : قال جعفر   : هذا الحرف لم يذكره  جابر بن عبد الله  قال  علي  بالكوفة   : فانطلقت محرشا أستثبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الذي ذكرت فاطمة  ، فقلت : يا رسول الله ، إن فاطمة  قد حلت ولبست ثيابا صبيغا ، واكتحلت ، وقالت : أمرني به أبي ، قال : صدقت صدقت صدقت ، أنا أمرتها به . 
ثم رجع إلى حديث جابر  ، فقال لعلي   : بم أهللت ؟ قال : قلت : اللهم إني أهل بما أهل به رسولك ، ومعي الهدي ، قال : فلا تحل ، قال : وكان جماعة الهدي الذي أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - والذي أتى به علي  مائة ، فنحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده ثلاثة وستين ، وأعطى عليا  ، فنحر ما غبر ، وأشركه في هديه ، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كل بدنة ببضعة ، فجعلت في قدر ، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها . 
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قد نحرت هاهنا ، ومنى  كلها منحر ، ووقف ثم قال : قد وقفت هاهنا ، وعرفة  كلها موقف ، ووقف بالمزدلفة  فقال : قد وقفت هاهنا ، والمزدلفة  كلها موقف .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					