أنبأنا محمد بن سليمان بن فارس الدلال ، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، حدثنا أبو عباد يحيى بن عباد ، حدثنا شعبة ، عن قتادة قال: سمعت مطرف بن عبد الله يحدث عن حكيم بن قيس بن عاصم عن أبيه أنه أوصى بنيه عند موته، فقال: يا بني، إياكم ومسألة الناس; فإنها آخر كسب الرجل.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل لا يسأل الناس شيئا فيردوه، ولا يلحف في المسألة فيحرموه، ويلزم التعفف والتكرم، ولا يطلب الأمر مدبرا، ولا يتركه [ ص: 146 ] مقبلا; لأن فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها، وإن من يسأل غير المستحق حاجة حط لنفسه مرتبتين، ورفع المسئول فوق قدره.
أخبرني محمد بن المنذر ، حدثنا أحمد بن مؤمل المصري قال: سمعت حامد بن يحيى يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: من يسأل نذلا حاجة فقد رفعه عن قدره.
أنشدني ابن زنجي البغدادي :
ذل السؤال شجى في الحلق معترض من دونه شرق من خلفه جرض ما ماء كفك إن جادت وإن بخلت
من ماء وجهي إذا أفنيته عوض
وأنشدني محمد بن عبد الله المؤدب :
ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله عوضا، وإن نال الغنى بسؤال
وإذا السؤال مع النوال وزنته رجح السؤال، وخف كل نوال
وإذا ابتليت ببذل وجهك سائلا فابذله للمتكرم المفضال


