وقد روي في السعي في بطن المسيل أيضا عن غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، منهم  الزبير بن العوام  رضي الله عنه كما : 
 1362  - قد حدثنا محمد بن خزيمة  ، قال حدثنا حجاج  ، قال حدثنا حماد  ، عن  هشام بن عروة  ، عن أبيه ، أن  الزبير بن العوام  رضي الله عنه كان يولي ما بينهما شدا ، وكان عروة لا يسعى إلا واحدة .  
ومنهم  عبد الله بن مسعود  رضي الله عنه كما : 
 1363  - قد حدثنا محمد بن خزيمة  ، قال حدثنا حجاج  ، قال حدثنا  فضيل بن عياض ،  عن  منصور بن المعتمر ،  عن  شقيق ،  عن مسروق ،  قال : قدمت مكة  معتمرا ، فذكر لي أن  عائشة   وابن مسعود  قدما معتمرين قال : فحيرت أيهما أتبعه وأرمقه ، وأفعل كما يفعل ؟ فأتيت أم المؤمنين ، فسلمت عليها ، ثم أتيت  عبد الله  ، فدخل المسجد ، فرمل ثلاثا ، ومشى أربعا على هيئته ، ثم أتى المقام ، فصلى ركعتين ، ثم رجع إلى الحجر فاستلمه ، ثم رجع إلى الصفا  ، فقام عليها مستقبل الكعبة ، فجعل يلبي ، فقلت : إن ناسا من أصحابنا ينهون عن التلبية ، فقال : أنا آمرك بها ، إنما التلبية استجابة استجاب بها موسى  صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل ، ثم نزل ، فمشى حتى أتى الوادي ، فسعى ، فجعل يقول : رب اغفر وارحم ، إنك أنت الأعز الأكرم ، ثم مشى حتى أتى المروة  ، فقام عليها فحسبه قال : ففعل مثل ذلك ، فطاف بينهما سبعا .  
والسعي في بطن المسيل فمؤكد بما قد ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفعاله وأقواله ، ومن أفعال أصحابه رضي الله عنهم من بعده ، فلا ينبغي تركه . 
فإن قال قائل : فقد رويت عن  ابن عمر  في حديث كثير ما رويت ؟ قيل له : قد روينا في حديث  بكر بن عبد الله  ، عنه ، خلاف ذلك وفي حديث بكر  أن  عبد الله بن عمر  لم  [ ص: 120 ] يكن عنده حقيقة ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من  عمر  رضي الله عنه في ذلك ، ومع  جابر بن عبد الله  ، وحبيبة  حقيقة ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك من أفعاله ، ومع حبيبة ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك من قوله وهذا قول أهل العلم جميعا سوى  عبد الله بن عمر  ، لا نعلم بينهم في ذلك اختلافا . 
				
						
						
