[  932  ] أخبرنا  أبو عبد الله الحافظ ،  أخبرنا  الحسن بن محمد بن إسحاق ،  حدثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان ،  قال : سمعت السري  يقول : قلت لبعض العباد : ما الذي أنصب العباد وأخشاهم ؟  
قال : ذكر المقام وخوف الحساب ثم قال لي : يا أبا الحسن  ولم لا تذوب أبدان العباد والزهاد والخدام فزعا والقيامة أمامهم ولهم في يومها ما قد علموا ثم صاح صيحة أفزعتني ثم قال : يا أبا الحسن ،  من لي في ذلك الموقف ؟ ومن لتحسري تلذذي ولجوعي ولعطشي ؟ 
ثم قال : إليك يا أبا الحسن  فقد حركت مني ساكنا وأبرزت مني غما كامنا ثم صاح فقال : " واطول وقفتاه! واتحسراه واثقل ظهراه من حمل الذنوب والمظالم والخطايا وأوساخ العيوب ثم قال : أوه من حملها! أوه من ذكرها! أوه من ثقلها أوه من إقراري بها على نفسي! ثم استرجع فقال : سيدي! وأين سترك الجميل القدير سيدي ؟ وأين حلمك سيدي ؟ فأين عفوك سيدي ؟ فأين فضلك المعتمد به لعبادك سيدي ؟ فاستنقذني وبرحمتك فسلمني ، ثم بكى وأبكانا معه فتركته ، وهو باك حزين قريح القلب وانصرفت عنه " .  [ ص: 301 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					