[ ص: 292 ] عبد الله بن رباح  
 9500  - حدثنا  إبراهيم بن نصر  ، نا  موسى بن إسماعيل  ، نا  سليمان - يعني ابن المغيرة -  عن  ثابت  ، عن عبد الله بن رباح  قال : وفد وفد إلى معاوية  رحمه الله وأنا فيهم ، وأبو هريرة  ، وذلك في رمضان ، فكان بعضنا يصنع لبعض الطعام ، فكان  أبو هريرة  ممن يكثر فيدعو إلى رحله ، فقلت : ألا أصنع طعاما ثم أدعوهم إلى رحلي ، قال : ثم لقيت  أبا هريرة  من العشاء ، قال : قلت : الدعوة عندي الليلة ، قال : سبقتني ؟ قلت : نعم ، فدعوتهم فهم عندي ، فقال  أبو هريرة   : ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار  ؟ قال : أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دخل مكة  ، قال : فبعث الزبير  على إحدى المجنبتين ، وبعث خالد بن الوليد  على المجنبة الأخرى ، وبعث أبا عبيدة  على الحسر ، والحسر الذين ليست عليهم أداة وقد وبشت قريش  أوباشها وأتباعها . قالوا : نقدم هؤلاء ، فإن كان لهم ساكنا معهم ، وإن أصيبوا أعطينا فأخذوا بطن الوادي  ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبة ، فنظر فرآني ، فقال : يا  أبا هريرة  قلت : لبيك رسول الله قال : أترى إلى أوباش قريش  وأتباعها ، ثم قال : اهتف بالأنصار  ولا يأتيني إلا أنصاري . فهتف بهم فجاؤوا حتى أطافوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أترون إلى أوباش قريش  وأتباعهم ، ثم قال بيده على الأخرى : احصدوهم حصدا حتى توافوني بالصفا .  قال  أبو هريرة   : فانطلقنا ، فما يشاء أحد منا أن يقتل منهم من شاء إلا فعل ، وجاء أبو سفيان  فقال : يا رسول الله أبيحت أو أبحت خضراء قريش  ، لا قريش  بعد اليوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أغلق بابه فهو آمن ، ومن دخل دار أبي سفيان  فهو آمن ، قال : فغلق الناس أبوابهم ، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى  [ ص: 293 ] انتهى إلى الحجر فاستلمه ، ثم طاف بالبيت  وفي يده قوس قد أخذ بسية القوس ، فأتى على صنم إلى جنب البيت  ، فجعل يطعن بها في عينه ويقول : جاء الحق وزهق الباطل ، ثم انطلق حتى أتى الصفا  حيث ينظر إلى البيت  ، فرفع يديه وجعل يحمد الله ويدعو ، والأنصار  تحته يقول بعضهم لبعض : أما الرجل فأدركته رغبة في قومه ورأفة لعشيرته ، قال : وقال  أبو هريرة   : وجاء الوحي وكان إذا جاء لم يخف عليهم ، فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقضي الوحي ، فلما قضى الوحي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر الأنصار ،  أقلتم : أما الرجل فأدركته رغبة في قرابته ورأفة بعشيرته " ، قالوا : قد قلنا ذاك ، قال : كلا ، إني عبد الله ورسوله ، هاجرت إلى الله وإليكم ، المحيا محياكم ، والممات مماتكم " ، فأقبلوا إليه يبكون ويقولون : والله ما قلنا الذي قلنا إلا ضنا بالله ورسوله ، قال : فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم   . 
				
						
						
