5001  [ ص: 183 ] كلام  أبي ذر  رضي الله عنه    . 
( 1 )  أبو معاوية  عن  الأعمش  عن  مجاهد  عن  عبد الرحمن بن أبي ليلى  عن  أبي ذر  قال : والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا  ،  ولو تعلمون ما أعلم ما انبسطتم إلى نسائكم  ،  ولا تقاررتم على فرشكم ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون وتبكون  ،  والله لو أن الله خلقني يوم خلقني شجرة تعضد وتؤكل ثمرتي . 
( 2 )  أبو أسامة  عن سفيان  عن أبي المحجل  عن ابن عمران بن حطان  عن أبيه قال : قال  أبو ذر    : الصاحب الصالح خير من الوحدة  ،  والوحدة خير من صاحب السوء  ،  ومملي الخير خير من الساكت  ،  والساكت خير من مملي الشر  ،  والأمانة خير من الخاتم  ،  والخاتم خير من ظن السوء . 
( 3 )  أبو معاوية  عن  الأعمش  عن إبراهيم التيمي  عن أبيه عن  أبي ذر  قال : ذو الدرهمين يوم القيامة أشد حسابا من ذي الدرهم . 
( 4 )  أبو معاوية  عن  الأعمش  عن إبراهيم التيمي  عن أبيه عن  أبي ذر  قال : قيل له : ألا تتخذ أرضا كما اتخذ  طلحة   والزبير  ،  قال : فقال : وما أصنع بأن أكون أميرا  ،  وإنما يكفيني كل يوم شربة من ماء أو نبيذ أو لبن وفي الجمعة قفيز من قمح . 
( 5 ) محمد بن بشر العبدي  عن  عمرو بن ميمون  عن أبيه عن رجل من بني سليم  يقال له عبد الله بن سيدان  قال : صحبت  أبا ذر  فقال لي : ألا أخبرك بيوم حاجتي  ،  إن يوم حاجتي يوم أوضع في حفرتي  ،  فذلك يوم حاجتي . 
( 6 )  أبو معاوية  عن موسى بن عبيدة  عن عبد الله بن خراش  قال : رأيت  أبا ذر  بالربذة  وعنده امرأة له سحماء أو شحباء  ،  قال : وهو في مظلة سوداء  ،  قال فقيل له : يا  أبا ذر  ،  لو اتخذت امرأة هي أرفع من هذه  ،  قال : فقال : إني والله لأن أتخذ امرأة تضعني أحب إلي من أن أتخذ امرأة ترفعني  ،  قالوا : يا  أبا ذر  ،  إنك امرؤ ما تكاد يبقى لك ولد  ،  قال : فقال : وإنا نحمد الله الذي يأخذهم منا في دار الفناء ويدخر لنا في دار البقاء  ،  قال : وكان يجلس على قطعة المسح والجوالق  ،  قال : فقالوا : يا  أبا ذر  لو اتخذت بساطا هو ألين  [ ص: 184 ] من بساطك هذا  ،  قال : فقال : اللهم غفرا  ،  خذ ما أوتيت  ،  إنما خلقنا لدار لها نعمل وإليها نرجع . 
( 7 )  أبو معاوية  عن الحسن  عن  سالم بن أبي الجعد  عن أبيه قال : بعث  أبو الدرداء  إلى  أبي ذر  رسولا  ،  قال : فجاء الرسول فقال  لأبي ذر    : إن أخاك  أبا الدرداء  يقرئك السلام  ،  يقول لك : اتق الله وحق الناس  ،  قال : فقال  أبو ذر    : مالي وللناس  ،  وقد تركت لهم بيضاءهم وصفراءهم  ،  ثم قال للرسول : انطلق إلى المنزل  ،  قال : فانطلق معه  ،  قال : فلما دخل بيته إذا طعيم في عباءة ليس بالكثير  ،  وقد انتشر بعضه  ،  قال : فجعل  أبو ذر  يكنسه ويعيده في العباءة قال : ثم قال : إن من فقه المرء رفقه في معيشته  ،  قال : ثم جيء طعيم فوضع بين يديه  ،  قال : فقال لي : كل  ،  قال : فجعل الرجل يكره أن يضع يده في الطعام لما يرى من قلته  ،  قال : فقال له  أبو ذر    : ضع يدك  ،  فوالله لأنا بكثرته أخوف مني بقلته  ،  قال : فطعم الرجل ثم رجع إلى  أبي الدرداء  فأخبره بما رد عليه  ،  فقال  أبو الدرداء    : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق منك يا  أبا ذر    . 
( 8 )  يزيد بن هارون  قال أخبرنا محمد بن عمرو  عن أبي بكر بن المنكدر  قال : أرسل  حبيب بن مسلمة  وهو على الشام  إلى  أبي ذر  بثلاثمائة دينار  ،  فقال : استعن بها على حاجتك  ،  فقال  أبو ذر    : ارجع بها  ،  فما وجد أحدا أغر بالله منا  ،  ما لنا إلا ظل نتوارى به  ،  وثلة من غنم تروح علينا  ،  ومولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها  ،  ثم إني لأتخوف الفضل . 
( 9 )  عفان بن مسلم  قال : حدثنا  عبد الله الرومي  قال : دخلت على أم طلق  وإنها حدثته أنها دخلت على  أبي ذر  ،  فأعطته شيئا من دقيق وسويق  ،  فجعله في طرف ثوبه وقال : ثوابك على الله  ،  فقلت لها : يا أم طلق  ،  كيف رأيت هيئة  أبي ذر  ؟ فقالت : يا بني  ،  رأيته شعثا شاحبا  ،  ورأيت في يده صوفا منفوشا وعودين قد خالف بينهما وهو يغزل من ذلك الصوف . 
( 10 )  محمد بن بشر  قال حدثنا سفيان  عن المغيرة بن النعمان  عن عبد الله بن الأقنع الباهلي  عن  الأحنف بن قيس  قال : كنت جالسا في مسجد المدينة  فأقبل رجل لا تراه  [ ص: 185 ] حلقة إلا فروا منه حتى انتهى إلى الحلقة التي كنت فيها  ،  فثبت وفروا  ،  فقلت : من أنت ؟ فقال :  أبو ذر  صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : ما يفر الناس منك ؟ فقال : إني أنهاهم عن الكنوز  ،  فقلت : إن أعطياتنا قد بلغت وارتفعت فتخاف علينا منها ؟ قال : أما اليوم فلا  ،  ولكنها يوشك أن تكون أثمان دينكم فدعوهم وإياها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					