خاصمتني قريبتي بسبب أمر تافه..فكيف أتعامل معها؟

2025-12-17 03:36:58 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل أُعَدّ مشاحنة؟ لي صديقة من أقاربي حزنت مني وخاصمتني بسبب أمرٍ تافهٍ، لكنني لم أخاصمها، غير أنني لا أكلمها الآن، وقد مضى يومان، ولا أريد أن أتذلل لأحد، فما الحكم؟ وهل إذا زادت المدة عن ثلاثة أيام أكون آثمة؟ وإن بادرتُ بمصالحتها فقد تهتز كرامتي.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رهف .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

من الواجب على المسلم أن يتحرك في حياته وفقا لما تمليه الشريعة عليه، لا ما تمليه الأهواء؛ ذلك أن مراقبة الله والبحث عن مرضاته هي غاية من يريد جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين؛ لذا دعينا نجيبك من خلال ما يلي:

أوّلًا: لا يخفى عليكِ أن الأصل في الشريعة تحريم هجر المسلم فوق ثلاث ليال بغير عذر شرعي، لِمَا ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: (لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ)، فإن زادت القطيعة على ثلاث بلا سبب شرعي معتبر، دخل الإثم.

ثانيًا: نتفهم أنك لم تفتعلي الخصام، ولم تقومي به، وهذا يوقع الإثم عليها لا عليك، لكن إن استمرّ ترك الكلام بعد اليوم الثالث؛ فهنا تنتقل المسألة إلى الإثم، ولو كان الخطأ منها، لكنه يرتفع عنك بأمر بسيط جداً، وهو إلقاء السلام عليها، وعدم إضمار الشر لها، مع الدعاء لها وإرادة الخير.

ثالثًا: لابد هنا من تصحيح مفهومٍ مهم: المصالحة في الشرع ليست ذُلًّا بل هي رفعة عند الله، قال النبي ﷺ: (وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا) والعزّ هنا عزٌّ حقيقي.

رابعًا: إن أصرت هي على الهجر فالتزمي الحد الأدنى الذي ذكرناه لك وهنا لا يلحقك أي إثم، وتذكري أن الإحسان لمن أساء إليك رفعة لا ذلة، وهو من صفات المؤمنين، والله عز وجل يقول: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.

www.islamweb.net